تعد الشراكة بين البلدين من أنجح الشراكات في العالم حاليا، وتنتظر نموا أكبر مع زيارة الرئيس أردوغان للدوحة الثلاثاء..
18.07.2023 – محدث : 18.07.2023
نقلا عن الأناضول
شهدت العلاقات الاستراتيجية التركية القطرية تطورا ملحوظا ومستمرا على مر تاريخها، تمثل في التعاون المتواصل على مختلف الأصعدة، وتنتظر نموا أكبر مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدوحة اليوم الثلاثاء.
وكان آخر زيارة على مستوى قادة البلدين في 12 فبراير/ شباط الماضي، ووقتها استقبل الرئيس أردوغان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بقصر وحيد الدين في إسطنبول، وبحثا “العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وتطورات المنطقة”.
وتلك العلاقات شكلت “شراكة البلدين لأنجح الشراكات في العالم في الوقت الراهن ومستمرة في التطور على جميع المستويات”، وفق ما ذكره جودت يلماز، نائب الرئيس التركي في حوار مع وكالة الأنباء القطرية “قنا” في 9 مايو/ أيار الماضي، مشيدا بـ”مستوى علاقات البلدين”.
علاقات استراتيجية
علاقات البلدين تطورت في العقدين المنصرمين منذ تولي “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا إدارة البلاد، وذلك في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والعسكرية والثقافية والسياحية.
وعلاقات البلدين التي بدأت رسميا عام 1979 بافتتاح سفارة في كل من الدوحة وأنقرة، انطلقت قوية ومتينة منذ نشأتها في كافة المستويات، وزاد من قوتها تأسيس “اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا عام 2014″، التي تعقد اجتماعاتها كل عام على أعلى مستوى.
واستضافت الدوحة أولى دوراتها في ديسمبر/ كانون الأول 2015، وعقدت منذ تأسيسها 8 اجتماعات نتج عنها إبرام قرابة 95 اتفاقية في جميع المجالات، تسهم في تعزيز وإثراء العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين.
وجرى عقد الدورة الثانية للجنة الاستراتيجية بمدينة طرابزون التركية في 2016، بينما عُقدت الثالثة في الدوحة عام 2017، والرابعة بإسطنبول في 2018، وهكذا على التوالي بالتبادل بين الدولتين.
ونما حجم التبادل التجاري بين قطر وتركيا بفضل الاتفاقيات التي أبرمتها اللجنة الإستراتيجية العليا بنسبة أكثر من 100 بالمئة في الفترة من 2016 وحتى 2020.
ويعتقد يلماز في حواره مع “قنا”، أن “الدورة التاسعة للجنة الاستراتيجية العليا التي ستنعقد في ضيافة الشيخ تميم خلال الربع الأخير من العام 2023، ستحظى كما هو الحال دائماً بمشاركة واسعة من البلدين”.
وأوضح نائب الرئيس التركي أن “عام 2023 يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية والذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع قطر”.
تعاون اقتصادي
حتى عام 2022، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 1.8 مليار دولار، ويسعى البلدان إلى زيادة هذه القيمة إلى 5 مليارات دولار بحلول عام 2025.
وتظهر أرقام الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، وفق إحصائيات رسمية أن الصادرات التركية إلى قطر تجاوزت مليار دولار، بزيادة 60 بالمئة مقارنة بالأشهر الثمانية الأولى من عام 2021، وأكثر من 200 بالمئة في السنوات الخمس الماضية، وأصبحت تركيا الدولة السابعة التي تستورد منها قطر أكثر من غيرها.
وتعمل في قطر أكثر من 711 شركة تركية، بينها نحو 664 شركة برأس مال قطري وتركي، و47 شركة برأس مال تركي بنسبة 100 بالمئة، و15 شركة تركية بالمنطقة الحرة، بالإضافة الى أكثر من 183 شركة قطرية عاملة بتركيا.
وزادت استثمارات قطر المباشرة في تركيا بشكل كبير بـ33.2 مليار دولار، بينما بلغت قيمة المشاريع التي نفذتها شركات الانشاءات التركية في البنية التحتية في قطر 22 مليار دولار أمريكي.
وفي مجال السياحة، وصل عدد الزائرين القطريين لتركيا نحو 30 ألفا في 2016، ثم تزايد في 2019 إلى نحو 110 آلاف، بينما وصل في 2022 إلى 140 ألف سائح.
وفي 14 أكتوبر/ تشرين أول 2022 قال ماجد بن محمد الأنصاري، متحدث الخارجية القطرية إن “قطر تعد من أكبر المستثمرين في تركيا بأكثر من 20 مليار دولار”.
تعاون عسكري
ووقع الجانبان في تركيا يوم 19 ديسمبر 2014، اتفاقية “التعاون في مجالات التدريب العسكري والصناعات الدفاعية”، ودخلت حيز التنفيذ في 2017.
وافتُتح المقر الجديد للقوات المشتركة التركية القطرية بالدوحة في ديسمبر 2019، بحضور كبار القادة العسكريين من البلدين، وأُطلق عليها “قاعدة خالد بن الوليد”.
تبادل ثقافي
شهد عام 2015 تدشين العام الثقافي القطري التركي، وجرى اختيار تركيا ضيف شرف معرض الدوحة الدولي للكتاب، وفي ذلك العام أيضًا افتُتِح المركز الثقافي التركي “يونس إمره” في الدوحة لتعزيز العلاقات الثقافية.
وأبرمت مكتبة قطر الوطنية في أبريل/ نيسان 2018 اتفاقية تعاون مع نظيرتها التركية في الدوحة، وتشمل تبادل المصادر والوثائق التاريخية والتدريب وتبادل الخبرات.
وفي سبتمبر/ أيلول 2019 دُشِّن مشروع “تركيا – قطر.. الحوارات الفنية بين الثقافات”، وتضمن معارض فنية وعروضًا موسيقية ومؤتمرات ومهرجانات وورش عمل تتعلق بشتى فروع الفن التقليدية والحديثة.
كما وقَّعت مكتبة “قطر الوطنية” في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، مع مكتبة “الأمة” التركية، مذكرة تعاون في المجالات العلمية والتقنية والثقافية.