التحدث عن الآثار الناجمة عن التغيرات الاجتماعية والثقافية لدى الأسرة المهاجرة، أدت إلى تزعزع وتفكيك العادات والتقاليد المكتسبة لديهم مما أتاحت لهم الهجرة واكتساب العادات والتقاليد الغربية.
يأتي ذلك نتيجة الأوضاع الراهنة في بلدهم، فالصراعات الداخلية والانقسام الداخلي في بعض الدول العربية أدى إلى هجرة أكبر عدد ممكن من العرب.
مما أدى إلى تغير العوامل الأساسية لبناء كل فرد والأسرة داخل المجتمعات العربية .
إن ما يجري في بعض الدول العربية كفلسطين وسوريا، يؤثر على الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للأسر وخاصة الشباب التي انقلب كيانها ووجدت نفسها أمام منعطف تواجهه نضال شرس تختفي منه متطلباتها الأساسية وتنعدم فيها الظروف الصحية والاجتماعية الصحيحة، لتحكمها ظروف وطريق التمرد وفتح أبواب الهجرة والهروب من الواقع السيء.
إن استعراضنا لهذه المظاهر والتداعيات الاجتماعية، يظهر مجموعة من الحقائق والمفاهيم والمؤشرات الدالة على الظروف والعوامل الموضوعية والذاتية الداخلية والخارجية التي أدت إلى انتشار هذه المظاهر والتي ما زالت تملك دوراً وتأثيراً ملموسا في عملية الهجرة.
وذلك نتيجة المصالح الآنية والمباشرة عبر النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أفرزتها الصراعات الداخلية في الدول العربية.
وتشكل هذه الصراعات نقطة فاصلة في حياة المجتمع نظراً لكونها تفصل ما بين مرحلة ما قبل وما بعد الصراعات، ولما لها من كوارث مقترنة بها، ومن الجرائم بحق الأبرياء ومن تدمير يلحق بالعمران والبيئة المجتمعية، وذلك بما يتبع من ارتدادات لها على المستوي الاجتماعي، وأكثر نتائجها مأساوية .
إن هذه الصراعات عملت على تغيير الواقع المعيشي على مستوى نشر الفقر والظواهر السلبية التي تتمثل في الإدمان والمخدات والبطالة والعنف بكافة أشكاله والتسول، وهذا يعد على المستوى المجتمعي تدمير مبرمج لكافة مقومات المجتمع المرتبطة بالإنسان الفلسطيني، فقد وجد أن الصراعات الداخلية داخل الدول العربية ساهمت في إيجاد واقع جديد غير اعتيادي، بحيث شمل تأثير واقع حياة كل فرد في المجتمعات العربية .
وهذا أدى إلى إيجاد واقع أكثر تأزماً و أكتر سوداويةً لا يتمتع به أفراد الاسرة بأي من درجات الامن المجتمعي أو الفردي، ومن هنا نوصف هذه المتغيرات نتيجة صراعات داخلية عربية مدروسة هدفها تفكيك وإزاحة وعي العالم العربي علي حقوقه وحماية وطنه.